يوجد العديد من الأطفال في مرحلة التعليم الأساسي يعانون من صعوبات التعلم، تلك التي تقف عقبة في سبيل تقدم الطفل في المدرسة، وربما تؤدي به إلي الفشل أو التسرب الدراسي، إذا لم يتم التعرف عليها وتحديدها ومواجهتها قبل أن تتفاقم وتزداد حدتها، ويصبح من الصعوبة التغلب عليها، وذلك علي الرغم من تمتع هؤلاء الأطفال بإمكانات عقلية وجسمية وحسية وانفعالية مناسبة .. وربما كان الأمر سهلاً نسبياً لو كان هناك نوعاً واحداً من صعوبات التعلم، فلو كان الأمر كذلك لأصبحت مهمتنا هي التعرف علي الصعوبة الخاصة، وتحديد درجتها، وتطبيق برنامج علاجي مؤثر وفعال للتغلب عليها، لسوء الحظ، ليس الأمر بهذه البساطة، والحقيقة أن صعوبات التعلم متباينة، وتضم بين ثناياها درجات متباينة من الحدة، وتتطلب أساليب علاجية متعددة .

There are many children in the basic education stage who suffer from learning difficulties, which stand in the way of the child’s progress in school, and may lead to failure or school dropout, if they are not recognized, identified and confronted before they worsen and increase in severity, and it becomes difficult to overcome And that is despite the fact that these children have adequate mental, physical, sensory and emotional capabilities … and it may have been relatively easy if there was one type of learning difficulty. If this were the case, our task would be to identify the special difficulty, determine its degree, and implement an effective treatment program. And effective to overcome them, unfortunately, the matter is not so simple, and the truth is that learning difficulties are different, and contain among its folds varying degrees of severity, and require multiple treatment methods.


صعوبات التعلم بين المهارات والاضطرابات

د. محمد النوبي محمد علي

File Size: 6.2 MB | Pages: 257 | Type: PDF – RAR – Torrent

نبذة تاريخية عن ذوي صعوبات التعلم :-

لم يكن لمجال صعوبات التعلم جهود موحدة من قبل تخصص واحد بل اشتركت وماتزال تشترك تخصصات متنوعة من حقول علمية مختلفة في البحث والإسهام في مجال صعوبات التعلم، إلا أن مدي ونوعية الإسهام تختلف بإختلاف الفترة الزمنية التي مر بها الحقل أثناء تطوره، ويتضح من تتبع تاريخ صعوبات التعلم خلال القرنين التاسع عشر والعشرين، إن الإهتمام بهذا المجال في القرن التاسع عشر -وبالتحديد قبل 1900- كان منبثقاً عن المجال الطبي، وخاصة العلماء المهتمين بما يعرف الآن بأمراض اللغة والكلام، أما دور التربويين في تنمية وتطوير حقل صعوبات التعلم فلم يظهر بشكل ملحوظ إلا في مطلع القرن العشرين، وما إن انتصف القرن العشرون حتي ظهرت الإسهامات الواضحة في هذا المجال من قبل علماء النفس والعلماء المتخصصين في مجال التخلف العقلي بالذات بين مجالات الإعاقة الأخري.

وفي الستينات من القرن الماضي، ظهر مصطلح صعوبات التعلم والجمعيات المتخصصة التي تهدف إلي إبراز المشكلة وتحسين الخدمات المقدمة للتلاميذ الذين يواجهونها عند التعلم مثل جمعية الأطفال الذين لديهم صعوبات تعلم، وفي نهاية الستينات أصبحت صعوبات التعلم إعاقة رسمية كأي إعاقة اخري، وبخاصة مع صدور القانون الأمريكي 91/230.

مفهوم صعوبات التعلم :-

وتصف أدبيات التربية الخاصة صعوبات التعلم بأنها إعاقة خفية محيرة، فالأطفال الذين يعانون من هذه الصعوبات يمتلكون قدرات تخفي جوانب الضعف في أدائهم، فم قد يسردون قصصاً رائعة بالرغم من أنهم لا يستطيعون الكتابة، وهم قد ينجحون في تأدية مهاراتمعقدة جداً رغم أنهم قد يخفقون في إتباع التليمات البسيطة، وهم قد يبدون عاديين تماماً وأذكياء ليس في مظهرهم أي شئ يوحي بأنهم مختلفين عن الأطفال العاديين، إلا أن هؤلاء يعانون من صعوبات جمة في تعلم بعض المهارات في المدرسة، فبعضهم لا يستطيع تعلم القراءة، وبعضهم عاجز عن تعلم الكتابة، وبعضهم الآخر يرتكب أخطاء متكررة ويواجه صعوبات حقيقية في تعلم الرياضيات.


المكتبة المدنية التعليمية تحتوي على كتب عامة ودورات وحقائب ومقالات متنوعة وأنشطة وأقسام خاصة للمناهج التعليمية والإثرائية للمراحل الدراسية في الدول العربية والإسلامية من رياض الأطفال للجامعة .