إن حفظ وتحفيظ القرآن الكريم بح ذاته يعد شرفا رفيعا وهي من الأمور المهمة والضرورية جدا للمسلمين حول العالم ، حيث أن القرآن الكريم هو الكتاب المقدس للمسلمين ، وهو كتاب كلام الله العظيم لذا توجب علينا حفظخ والاعتناء به والتدبر فيه وفهم معانيه ، كما أنه يعد المرجع الأول للغة العربية الفصحى ، ومن هذا المنطلق فإنه يتوجب علينا أن نعلم أطفالنا كلام الله ليحفظوه في صدورهم ، فهو كل الخير لهم .

Memorizing and memorizing the Holy Qur’an in and of itself is considered a high honor and it is one of the very important and necessary matters for Muslims around the world, as the Holy Qur’an is the holy book for Muslims, and it is the book of the great words of God. For the classical Arabic language, and from this point of view, we must teach our children the words of God so that they memorize it in their hearts, for it is all the best for them.


أساسيات تحفيظ القرآن للأطفال الصغار – جزء عم

نصائح مدروسة و مجربة حول تحفيظ طفلك الصغير القرآن الكريم

أولاً : الحفظ أم الفهم أم كلاهما معاً ؟

هذا السؤال يتكرر دائماً .. أيها أهم الحفظ أم الفهم ؟ هل أستغل وقت طفلي في جعله يحفظ كمية أكبر من القرآن .. أم في شرح الآيات له رغم أن ذلك سيبطئ من حفظه ؟

  • نرى فترة الطفولة فرصة لا تعوض لحفظ كتاب الله عز و جل بشكل متقن لا ينسى .. بستحيل أن نرى إنساناً كبيراً بالغاً لديه نفس القدرة على الحفظ الموجودة عند الطفل .. ولذلك قيل العلم في الصغر كالنقش على الحجر ..
  • الطفل لديه الفراغ من الوقت و الذهن ما يساعد كثيراً و ينبغي أن نستغل ذلك قبل أن يكبر و تكثر مشاغله ..
  • من المعروف أن كثرة الذنوب و المعاصي تؤدي لصعوبة حفظ القرآن الكريم .. كما يقول الشافعي : شكوتُ إلَى وَكِيعٍ سُوءَ حِفْظِي, فَأرْشَدَنِي إلَى تَرْكِ المعَاصي. وَأخْبَرَنِي بأَنَّ العِلْمَ نُورٌ, ونورُ الله لا يهدى لعاصي .. وأما الطفل فصفحة بيضاء لا ذنوب مكتوبة له وليس هناك ما يعيق حفظه لكتاب الله .
  • فهم القرآن الكريم هو مشروع عمر .. ألف فيه المؤلفون عبر الزمان .. ويستحيل أن نلم به و لو عشنا أعماراً لا عمراً واحداً فلم أعطل عملية الحفظ المقيدة بفترة زمنية صغيرة لأجل عملية الفهم التي تصاحب الطفل العمر كله ؟
  • هناك الكثير من آيات القرآن الكريم معانيها صعبة على الطفل بالذات الذي بدأ حفظه في عمر مبكر .

ثانياً : ماهي أفضل طريقة لتحفيظ طفلي القرآن الكريم ؟

في الواقع ذلك يعتمد على معرفتك لطفلك لأنك الأقدر على معرفة ما يحب و كيف تأخذين منه ما تريدين بسهولة .. وما سأذكره هو مجرد أفكار طبقتها ويمكن لك الاقتباس منها و تسعدني إضافتك عليها في التعليقات :

في العمر الصغير ( أصغر من سن القراءة ) :

المعتمد بشكل أساسي هو التلقين … سواء كان الملقن هو المعلمة أو الأم أو التسجيل أو تطبيق على الموبايل … المهم أن يتم التلقين في جو من التركيز بحيث تصل القراءة للطفل صحيحة بنطق واضح تماماً و سرعة مناسبة ليعيدها خلفك بنفس الطريقة .

يمنع تعليم و تحفيظ القرآن بدون تجويد منعاً مطلقاً بل هو من أكثر الأخطاء الشائعة عند التحفيظ لأنه يتسبب في ترسيخ أخطاء لدى الطفل يصعب جداً ازالتها فيما بعد .. وليس التجويد صعباً أبداً على الطفل ففي هذا السن سوف يكتسبه سماعياً دون أن يعرف ماهي الأحكام … و على عكس ما يظن البعض فالتلاوة بالتجويد والترتيل أمر ممتع جداً للأطفال .

في هذا السن نعتمد على وقت تحفيظ قصير جداً لأن الطفل يفقد تركيزه بسرعة … فترة 10 دقائق متواصلة قد تكون أكثر ما يمكن حسب الطفل .. وعند الشعور بالملل وفقد التركيز نتوقف أو نأخذ استراحة ..

في العمر الأكبر بداية من سن القراءة :

يمكن للطفل في هذا السن الحفظ بمفرده إذا تمت قراءة المقدار له مرة واحدة بشكل صحيح و كرر بعدها .. يمكن إسماعه مقدار حفظه مرة ثم الطلب منه أن يعيد التلاوة مرة تلاوة صحيحة ثم يحفظ لوحده نظراً من المصحف ويعيد عليك غيباً ما قد حفظ … مع الاهتمام بتعيين مقدار مناسب لطاقته و ارفعي كمية الحفظ بالتدريج كلما ارتقى في قدراته ..مع الاهتمام بالحفظ التراكمي أي يحفظ نصف صفحة مثلاً ويعيدها في اليوم التالي مع اضافة بعض الآيات لها .. ويخصص يوم في الأسبوع لمراجعة حفظ الأسبوع كاملاً .

ثالثاً : وسائل مساعدة و أدوات و مطبوعات للمتابعة والتشجيع :

  • إن حفظ القرآن هو أمر ليس اختيارياً .. بل يجب أن يفهم الطفل أنه أمر لا مساومة فيه .. إذاً أين تكون المرونة ؟ في تحديد الوقت .. و المقدار أحياناً … طريقة الحفظ و التحبب .. المكافآت .. أما قرار حفظ القرآن وتلاوته فهو أمر لا أتنازل عنه  .. وإذا لمس منك الالتزام و الجدية في ذلك بحيث أصبح عادة و قانون أسرة فلن تواجهي مشكلة ان شاء الله فقط عاملي الأمر كما الصلاة .. تذكير و نصح دائم و اجتماع على الحفظ والمدارسة دون عصبية أو إكراه .. بل اتفاق فيمكنك  أن تقولي له تحب أن تحفظ الآن أم بعد أن تلعب نصف ساعة مثلاً ..
  • يحتاج طفلك أيضاً قدوة يراها أمامه عندما تواظبين على وردك وتشعرينه بأهميته وتطلبين منه أن يسمع لك ما تحفظين .
  • تكرار مقدار الحفظ عند الصلاة الجهرية مع الطفل جماعة .. هذه من أجمل الطرق لأنه سيرسخ في ذاكرة طفلك بصوتك و لن ينساه أبداً .
  • خارج أوقات الحفظ يكون القرآن الكريم مثل فاكهة في مجلسنا .. نتمتع بحلاوة مذاقها دون ضغط الحفظ وعبئه .. فمرة نفكر في آية أو نستشهد بها في موقف معين .. ومرة نتلو قسماً جديداً لا يعرفه الأطفال أبداً و كأننا نكتشفه … و مرة نفتح المصحف بشكل عشوائي لنختار آية تكون رسالة لنا في يومنا ونطبقها … وهكذا نشعر الطفل أهمية هذا الكتاب الذي هو منهج حياة .
  • وفي الأساس يكون الدعاء ملجأنا بأن يشرح الله صدر الطفل لتلاوة كتابه و حفظه ..

أهم الأساسيات في عملية الحفظ عند الأطفال وهي ثلاث نقاط :

1- تحفيز كل حواس طفلك و إثارة انتباهه :

كل أم تعرف طفلها جيداً وميوله … هل هو يحب سماع النغمات و الأصوات ؟ هل تجذبه الألوان ؟ هل يستمتع بلعب المعجون أكثر أم الاكتفاء بمشاهدتك تساعدينه ؟ .. فهمك لطفلك وما يحب هو أول خطوة … فحواسه الخمسة هي القنوات الوحيدة لدخول الآيات الكريمة إلى ذاكرته و قلبه … واستعمال الطريقة غير المناسبة معه و التي لا يعيرها اهتماماً سيعيق عملية الحفظ و يجعلها غير مرغوبة بالنسبة له … فهو يشبه حضورك درساً في ميكانيك السيارات بدل الكروشيه !! ..اعرفي ماهو نمط طفلك و مفضلاته وسجليها عندك .. و سنطرح في المواضيع اللاحقة طرقاً تستخدمينها مع كل طفل حسب نمطه و اهتمامه .. بالنسبة للمعلمات في الصف ينبغي تبديل الوسائل كل مرة حتى تصل المعلومة لجميع الأطفال على اختلاف أنماطهم و تنوعها ولاحظي أنه كلما زدت قناة من الحواس لوصول المعلومة ازدادت رسوخاً بإذن الله .

2- التكرار ثم التكرار لكن دون ملل :

هل تبدو معادلة صعبة ؟

  • حسب علم نفس الطفل فإن المعلومة تحتاج ثلاث مرات على الأقل من التكرار لتدخل ذاكرة الطفل الدائمة … ويكون التكرار بوسائل مختلفة لنفس المعلومة .
  • حسب علم نفس الطفل فإن المعلومة تحتاج ثلاث مرات على الأقل من التكرار لتدخل ذاكرة الطفل الدائمة … ويكون التكرار بوسائل مختلفة لنفس المعلومة .
  • وهنا تكون الشكوى التي نسمعها دائماً : (طفلي يمل ولا يريد أن يكمل الحفظ اليوم ) .
  • حسناً ! سنتغلب سوياً على هذه المشكلة بطرح ألعاب ممتعة يحفظ من خلالها … و أوراق عمل تثبت ما حفظ .

3- وضع وتحديد نظام ومنهجية للعمل :

ينبغي للطفل أن يعرف أنه الآن في جلسة لحفظ كتاب الله .. و أنه سيكافأ على ما ينجز و سيقضي وقتاً ممتعاً .. معرفته لذلك ستجعل قبوله للحفظ سهلاً .. للمكافأة أنواع لا تحصى و لاتعد .. ولاحظي أن نظرة طفلك لنوع المكافأة تختلف عما تظنين .. هل حدث أنك اشتريت لطفلك هدية غالية الثمن ووجدتية يبكي لأن أخاه حصل على بالون وهو لا ؟ ولا يبالي بلعبته أبداً ! .. هل  حصل طفلك في المدرسة على شهادة تقدير وعاد باكياً لأنه لم يضع تاجاً على رأسه ؟مفهوم الطفل للمكافأة مختلف عن فهمنا …. والمربي الذكي يراقب طفله و يفهم ماهي مفضلاته …. صورة على يده .. ضم و لعب … قصة قبل النوم .. مشوار لوحدكما … زيارة لبيت جده … اجعلي هذه المفضلات مكافآت على إنجازه في الحفظ وذكريه بها دائماً

إذاً الأساسات التي سنبني عليها معاً عملية الحفظ في المرات القادمة هي : تنبيه الحواس – التكرار الممتع – وضع برنامج مع التشجيع  .


تضم المكتبة المدنية التعليمية بين طياتها العديد من الكتب العامة والمقالات المتنوعة وأقسام خاصة بالمحتوى التعليمي والإثرائي لمختلف الفئات العمرية المنتقاة بعناية لترقى لذائقة المثقفين والمثقفات والمهتمين بالتعليم في الوطن العربي والإسلامي .